بعد انخفاضات الأسبوع .. البورصة تتطلع لصعود جديد و"العقاري" ينتظر اجتماع "المركزي"

بعد انخفاضات الأسبوع .. البورصة تتطلع لصعود جديد و"العقاري" ينتظر اجتماع "المركزي"
  • البورصه
  • 2019/03/23

       جاء أداء مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع الثالث من شهر مارس ليعكس حالة الترقب التي شهدها السوق انتظارا للأنباء الجديدة والأحداث الجوهرية المتعلقة بالشركات الكبري والقيادية فضلا عن البيانات الخاصة بالاقتصاد الكلي والتي يمكن من خلالها رصد طبيعة الخطوة المقبلة من قبل البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة.

       فقد كان لطبيعة تلك الحالة من الترقب تأثيرا علي مستويات السيولة ومن ثم أحجام التداول فضلا عن تحركات المؤشرات والتي شهدت أداءا تراوح علي مدي الجلسات ما بين التباين والصعود والتراجعات الجماعية ليتخلي المؤشر الثلاثيني مجددا عن مستوي الـ15000 نقطة، في ظل العمليات البيعية من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار الأجنبية، وإن كان السوق قد شهد بعض عمليات الشراء الانتقائية علي الأسهم القيادية ببعض القطاعات ومن بينها قطاع العقارات الذي ظل يحظي بصورة كبيرة خلال الأسبوع بتعاملات نشطة بعد أن نجح القطاع في تصدر القطاعات الأعلي تداولا خلال الأسبوع السابق في الوقت الذي جاء فيه سهم مجموعة هشام طلعت مصطفي القابضة ضمن قائمة الأكثر نشاطا.

       وقد كان هناك أداءا عرضيا لمؤشرات البورصة يميل نحو التراجع وسط محدودية مستويات السيولة نتيجة غياب القوي الشرائية الكبيرة والتحرك نحو تسوية المراكز المالية من قبل المستثمرين مع اقتراب نهاية الشهر خاصة مع ترقب مصير عرض الشراء الخاص بـ"جلوبال تليكوم" فضلا عن انتظار الطروحات الحكومية المقبلة بالبورصة بعد نجاح عملية الطرح المتعلقة بالحصة الإضافية لشركة الشرقية للدخان.

      فبعد الصعود الذي شهدته البورصة،  خاصة فيما يتعلق بالمؤشر الرئيسي من مستويات الـ13 ألف حتي الـ15 ألف نقطة علي مدي أكثر من ثمانية أسابيع، شهد السوق تحركات عرضية للمؤشر الثلاثيني كانت واضحة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين مستويات الـ15000  حتي الـ14700 نقطة وسط ضعف في أحجام السيولة، نتيجة أجواء الترقب التي شهدها السوق انتظارا لأية أنباء جديدة عن الشركات الكبري والقيادية خاصة فيما يتعلق بمدي إمكانية تنفيذ صفقة شراء فيون الهولندية لجلوبال تليكوم، فضلا عن اتجاه أنظار المستثمرين لاجتماع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي يوم الخميس المقبل، وما يمكن أن يسفر عنه من قرار خفض جديد لأسعار الفائدة. 

أحداث جوهرية

       ويمكن القول أن هناك عدة أحداث جوهرية ستكون حاسمة بشكل كبير في تحديد اتجاهات السوق، يأتي في مقدمتها اجتماع الجمعية العمومية لشركة "جلوبال تليكوم" يوم الأربعاء المقبل لمناقشة زيادة رأس المال حيث من المنتظر اتضاح الصورة بشكل أكبر حول عرض شركة "فيون" لشراء "جلوبال تليكوم" ،  كما ستتجه الأنظار أيضا لاجتماع الجمعية العامة غير العادية لمجموعة عامر القابضة يوم الأربعاء المقبل للنظر في قرار الشطب الاختياري من البورصة.

      ويأتي أيضا اجتماع البنك المركزي حيث من المتوقع إقدام لجنة السياسات بالبنك علي اتخاذ قرار بخفض جديد لأسعار الفائدة ما بين خمسين- إلي مائة نقطة أساس، رغم البيانات الأخيرة الخاصة بالتضخم.

قياديات العقاري

        ولا شك أن القطاع العقاري بالبورصة يعد من  أكثر القطاعات جذبا للمستثمرين وهو ما يتضح من خلال حجم التعاملات النشطة التي تحظي بها العديد من قياديات القطاع العقاري من بينها أسهم مجموعة هشام طلعت مصطفي القابضة و "بالم هيلز"، فضلا عن أن موجة الارتفاعات التي شهدها السوق في أول شهرين من العام، قد شملت العديد من قياديات القطاع العقاري. وهناك العديد من القطاعات في السوق وفي مقدمتها القطاع العقاري تنتظر وتتطلع لحدوث خفض جديد لأسعار الفائدة وهو الأمر الذي سيعطي دفعة جديدة لعمليات الشراء علي أسهم القطاع، خاصة وأن نتائج الأعمال الجيدة لقطاع شركات التطوير العقاري سواء علي مستوي الربحية أو المبيعات، من المتوقع استمراريتها في الفترة المقبلة.

  وقد ساد اللون الأخضر أغلب قياديات القطاع العقاري في آخر جلسات تعاملات الأسبوع المنتهي حيث صعد سعر سهم مجموعة هشام طلعت مصطفي بنسبة 1.35% مسجلا 11.270جنيه، كما ارتفع سعر سهم سوديك بنسبة 8.6% مسجلا 17.740 جنيه، وأنهي سهم بالم هيلز آخر جلسات الأسبوع علي ارتفاع بنسبة 1.85% مسجلا 2.76 جنيه. 

توقعات إيجابية

      ولعل ما يزيد من التفاؤل بشأن إمكانية استمرار السياسة التوسعية للبنك المركزي، في إطار إجراء عملية خفض جديدة لأسعار الفائدة وهو ما سينعكس إيجابا علي العديد من قطاعات البورصة من بينها القطاع العقاري، ذلك التقرير الصادر عن مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني والتي رفعت فيه تصنيفها للاقتصاد المصري إلي "بي+ مع نظرة مستقبلية مستقرة"، وهو ما يعد بمثابة شهادة دولية جديدة تؤكد نجاح برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه الدولة.

وهناك آراء تشير إلي أن ذلك التقرير والذي يعزز من ثقة المستثمرين في الإمكانات الواعدة للاقتصاد المصري،  سيسهم في عودة عمليات الشراء بقوة في البورصة من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار الأجنبية في الفترة المقبلة.

تعاملات الأسبوع

      وحول أداء مؤشرات البورصة خلال جلسات الأسبوع الثالث من مارس فقد أشار التقرير الأسبوعي للبورصة إلي حدوث تراجعات جماعية لمؤشرات السوق الرئيسية  والثانوية حيث أنهي المؤشر الثلاثيني ايجي اكس 30 آخر جلسات الأسبوع عند مستوي 14782.81 نقطة بتراجع نسبته 1.39% عن المستوي المسجل في نهاية الأسبوع السابق، كما سجل مؤشر ايجي اكس 70 لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة تراجعا خلال الأسبوع بنسبة 1.78% ليظل دون مستويات الـ700 نقطة مسجلا 685.53 نقطة، كما انخفض المؤشر الأوسع نطاقا بنسبة 0.79% خلال تعاملات الأسبوع ليسجل 2440.6 نقطة.

وقد بلغ اجمالي قيمة التعاملات خلال الأسبوع نحو 5.2 مليار جنيه من خلال تداول نحو 786 مليون ورقة مقابل اجمالي قيمة التداول في الأسبوع السابق والتي كانت قد بلغت نحو 5.7 مليارجنيه من خلال تداول حوالي مليار ورقة. وقد أنهي رأس المال السوقي تعاملات الأسبوع الأخير عند مستوي 820.8 مليار جنيه بانخفاض قدره نحو 10.5 مليار جنيه.